الوفاق العائلي على استعمال الإنترنيت

لا أحد يجادل في أهمية أداة الإنترنيت التي نمثلها بسيف ذو حدين، لهذا سوف نتساءل نريد لناشئتنا أن تتعلم شؤونها و تتقنها في ما يعود عليها بالنفع و تبتعد باقتناع عن سلبياتها و خاصة أنه أصبح اليوم شبه مؤكد ما يروج بشبكة الإنترنيت هو عبارة عن معلومات و أخبار و بيانات في جزء منها غير نافع لناشئتنا فكيف يتم تأطير أجيال المستقبل ؟
للجواب عن هذا السؤال، الوفاق العائلي هو الحل .
فماهو الوفاق العائلي و كيف يمكن أن نتبعه ليعطي نتائج إيجابية ؟
هو عبارة عن مجموعة من القواعد المتفق عليها من طرف أفراد الوحدة المنزلية المستهلكة للإنترنيت و شرحها بوضوح للأطفال.
و من خلال تجربتي مع عدة أسر الناجحة في استعمال أداة الإنترنيت بين أفرادها كان الوفاق يتم باتفاق الجميع على الأجوبة الموحدة للأسئلة التالية و التي سيعتبرونها ميثاق أنترنيتي أسري:
1 – ماهي أنواع المواقع و الأنشطة المعلومياتية المسموح بها لجميع أفراد الأسرة ؟
2 – ماهو نوع المواقع و الأنشطة الضارة للأطفال و الغير المسموح لهم بزيارتها و لماذا ؟
3 – كيف يمكن للطفل أن يتصرف أمام نافذة ضارة و مفاجأة الظهور ؟
4 – كيف يمكن للطفل أن يكون مؤدبا أثناء التواصل و ما هو سر الأسماء المستعارة أثناء الدردشة ؟
5 – ماهي المدة الممكنة التي يمكن قضاءها أمام شاشة الحاسوب المرتبط بالإنترنيت في حالة وجود أكتر من طفل بالمنزل ؟
و قبل أن تضع الأسرة الخطوط العارضة للاتفاق لابد من أن نستمع لجواب الأطفال على الأسئلة التالية :
1 – ماهي أنشطتهم المفضلة بالإنترنيت ؟
2 – هل يزوون مواقع الألعاب ؟
3 – هل يساهمون في مسابقات عبر الشبكة ؟
4 – هل يقومون بتحميل مواضيع و بر انم ؟
5 – هل يردون على البريد الإليكتروني و لو باسم مستعار لا يعرفون مصدره ؟
6 – هل يستعملون بر انم التواصل ؟
7 – من أين يرتبطون بالشبكة: المنزل – الفضاء – من عند أصدقاء منفردين في غرفة أم مصحوبين بشخص يحترمونه ؟
8 – ماهو محرك البحث المفضل عندهم ؟
بعد الاستماع لهم و التعرف على أجوبتهم من خلال الأسئلة الموجهة لهم، بالطبع بعد أن تكون لهم تربية على استعمال الصراحة تمكن للمسؤول على تربية الأبناء بالمنزل أن يحرر وفاق أسري على استعمال أداة الإنترنيت مراعيا مرجعيتنا الثقافية و الدينية و أن يتحمل جميع من يستعمل الحاسوب مسؤوليته أثناء الإبحار...و لما لا توضع نسخة من الاتفاق أمام الحاسوب قصد التذكير، يمكن أن نراجع ما بداخلها من بنود اتفاق كلما حدث جديد بالإنترنيت أو كلما تقدم الأطفال في السن أو تغيرت الفترات الزمنية لعمل الطفل ففترة العطل ليست هي فترة الدراسة و التلقين فالطفل يحتاج للإنترنيت قصد القيام بالبحوث خاصة و أن جل الكتب المدرسية المقررة أدخلتهم عالم الإنترنيت.

و ختاما إذا أنجز هذا الوفاق على ركائز تربوية تكون الأسر قد ساهمت في تأطير أبناءها على استعمال الحاسوب و الإنترنيت في انتظار أن تساهم المؤسسات التعليمية في تأطير بقية التلاميذ الغير المتوفرين على الحاسوب و الربط بالشبكة ليتم تكافئ الفرص.
ذ/عبد الفتاح بلبركة
العرائش
belbaraka2000@yahoo.fr
www.geocities.com/college_abdelkrim

موضوع جيد وأرجو أن تلتزم بمقتضياته كل العائلات