تشكل جماعة بني مكادة ، الجماعة الأكثر اكتظاظا على مستوى مدينة طنجة ككل ، حيث يصل معدل التلاميذ بها حسب الإحصائيات الرسمية لمصالح النيابة إلى 45 تلميذ ، ولكن إذا تتبعنا المؤسسات سنجد أن إعدادية ابن الهيثم مثلا يصل بها المعدل إلى 52 تلميذ ، يتبعها إعدادية الحسن الثاني وابن سينا ب 48 تلميذا في القسم.
وهذا عكس الكثير من مؤسسات جماعة طنجة المدينة والتي يصل بها معدل التلاميذ إلى 36 تلميذا فقط ! وفي بعض مؤسساتها ينزل إلى حدود 33 تلميذا بإعدادية القصبة وإعدادية عائشة أم المؤمنين.
فهل بمكن أن نتسآل عن تكافؤ الفرص بين التلاميذ في ظروف الدراسة التي يخلقها الاكتظاظ، أم نتسآل عن تكافؤ الفرص بين المدرسين في ظروف العمل الناجمة عن هذا الوضع؟ خاصة إذا علمنا أن جل الإعداديات بجماعة بني مكادة اعتمدت طيلة ما يزيد عن العشر سنوات الأخيرة على البناء المفكك ؟ ولا تتوفر على أقل التجهيزات والمرافق الصحية الضرورية والأكثر من هذا انعدام الماء! وهذا نجده بشكل صارخ في اعدادية المسيرة .
هذه الإعدادية التي استبشرت خيرا بقرار بناء 12 حجرة والتي من المنتظر أن تنتهي الأشغال بها في شهر نونبر القادم ، ولكن في المقابل البنية التربوية المعتمدة رسميا تقوم على استعمال هذه الحجرات وهي ما زالت في طور البناء ! فلا أدري أين سيدرس التلاميذ في انتظار انتهاء الأشغال ؟ رغم أن إدارة المؤسسة قامت وبتوجيهات من مصالح النيابة باستغلال جميع ما هو متاح حتى المسجد والذي بني من طرف جمعية الآباء.
أما إعدادية الزهراء ، ففي ظل عدم تعيين المدير الجديد بعد انتقال المدير السابق بقيت تتخبط في مشاكلها كالعادة كما سبق لها أن عانت منذ سنوات ، فالاكتظاظ وصل إلى ما يفوق 47 في القسم وما زال الطلب يتزايد على التسجيل بها، وعرفت هي الأخرى بناء 16 حجرة جديدة لكنها ما زالت تنتظر الطاولات التي ستمكن من استغلال هذه القاعات، وما هو شائع حتى الآن أن النيابة ستزود المؤسسة بنصف عدد الطاولات اللازمة وعلى شركاء الإعدادية توفير الباقي !
وبالنسبة لإعدادية ابن الهيثم ، وإن كانت ظروفها أفضل قليلا إلا أن أساتذتها يعانون منذ أزيد من 10 سنوات من غياب قاعة الأساتذة والتي تم اقتطاعها بالإضافة إلى مرافق أخرى من طرف نيابة الفحص أنجرة ولا تستغلها حتى! وأما الاكتظاظ ، فالإعدادية عانت ولا زالت تعاني منه داخل أقسامها حيث تحتل المرتبة الأولى هذه السنة على صعيد نيابة طنجة أصيلة بمعدل يفوق 50 تلميذا في القسم وقد وصل السنة الماضية إلى 60 تلميذا بأقسام السنة الأولى إعدادي.
وإعدادية الفارابي فانطلاق الدراسة بها لم يتأت بعد وذلك لعدم تسلم إدارة المؤسسة مجموعة من الأقسام من مدرسة 6 نونبر في إطار الحلول التي اعتمدتها النيابة للتغلب على الاكتظاظ بها والذي رغم هذا الحل ما زال لم ينزل عن معدل 45 تلميذا في القسم.
كانت هذه نماذج من مؤسسات الإعدادي بجماعة بني مكادة والتي لا يمكن أن نتكلم في ظل ظروفها عن دخول مدرسي عادي، فبالأحرى عن دخول تربوي كما اختارت أن تسميه الوزارة الوصية عن قطاع التعليم هذه السنة.
موضوع: جماعة بني مكادة (طنجة): تأخر الدخول المدرسي بمؤسسات الإعدادي 
السبت سبتمبر 20, 2008 8:45 pm
