انتفاضة حي السعيدي في وجه شركة مديتيل

المساهمات : 18 تاريخ التسجيل : 18/08/2008

عرفت حومة السعيدي بدرا دب انتفاضة شعبية يوم الثلاثاء الماضي على اثر المحاولات الاستفزازية والمتكررة لعمال شركة اتصالات لنصب دافعة الهاتف الجوال وهو مايعارضه الحي الشعبي، كادت هذه الاستفزازات أن تسفر على ما لايحمد عقباه لولا تدخل برلماني حزب العدالة والتنمية وبعض الغيورين على الحي . ولقد كانت شرارة الاحتجاجات شبت منذ حوالي شهرين ، بعد أن تناهى إلى علم ساكنة الحي الشعبي اعتزام شركة ميديتيل إقامة الدافعة على سطح ج.س.ب مالكة منزل بحي السعيدي ـ ادرادب طنجة ، سارع على إثرها سكان الحي بتسجيل اعتراضهم لدى قائد المقاطعة الثالثة ، ومجلس المدينة يوم 30 مايو 2008 تحت رقم 3298وعدد من المسئولين من بينهم برلمانيو حزب العدالة والتنمية. ،ولقد صرح احد المتضررين ط.ي إن سكان الحي عانوا من مضايقات واستفزازات بعد تسجيل هذه الشكاية . وذلك بغرض الضغط على سكان الحي الشرفاء الذين أبوا إلا الدفاع عن حقهم في العيش في فضاء دون هواجس ، ولا إزعاج ، ولا أضرار صحية .وكان الصراع قد تأجج يوم الجمعة 04/07/2008 ، حينما استغل ثلاثة من عمال الشركة فترة الصلاة لإدخال الآجور تمهيدا لإقامة الدافعة . فواجههم سكان الحي لكي ليخلقوا أمر واقعا يصعب التعامل معه فيما بعد . لكن العمال هددوا الساكنة بالضرب بالأجور ما أثار حفيظة عدد من الشبان والنساء .فثارت مناوشات تدخل على إثرها قائد المقاطعة و عميد الشرطة وبعض سكان الحي لفض النزاع والتجمهر .ولقد حاول السيد العميد إقناع السكان بضرورة الاستسلام لفحوى المذكرة الغامضة التي تنص على حسب تفسيره على إقامة الدافعة دون ترخيص ودون أداء ضرائب وهي مذكرة لوزارة الداخلية لا تنص صراحة على حالات وجود ضرر بالإضافة إلى معارضة قوية من السكان خصوصا ساكنة الأحياء العشوائية التي تتقارب فيها المنازل مع وجود كثافة سكانية عالية. وحاول السيد العميد إقناع الساكنة بشتى الطرق الحوارية والتهديدية بضرورة الاستسلام للقرار. وهو ما أثار جملة من الشكوك في نفوس الساكنة حول تواطؤ عدد من المسئولين مع شركة الهاتف الجوال التي لايهمها إلى تحقيق الأرباح ضاربة عرض الحائط جميع التقارير الدولية التي تشير إن هذه الأجهزة وما ترسله من اشاراة مغناطيسية تسبب أمراض خطيرة من قبيل الأورام الخبيثة والسرطان . وجدير بالذكر ، أن قانون الالتزامات والعقود المغربي لا يشير أبدا لضرر الدافعات في فصل حقوق الجار.حيث لم تقم وزارة الصحة لحد اليوم بدراسة تثبت أو تنفي وقوع أضرار صحية على البشر .لكن المتعاملين مع هذا النوع من الدافعات يؤكدون ضررها على الجهاز العصبي ، وبخاصة بالنسبة للأطفال . وهناك جملة من القواعد الدولية تنص على ضرورة احترام ضوابط معينة في نصب الدافعات مثل قواعد بعد المسافات ، وارتفاع المساكن ، وعدم الازدحام .وجميعها شروط لا تنطبق بالمرة على سكان حي السعيدي الشعبي .وعلى اثر تجدد أعمال الحفر والبناء لنصب الدافعة يوم الثلاثاء 08/07/2008 عرف الحي انتفاضة شعبية بخروج الرجال والنساء والأطفال محاولين الدفاع عن حيهم أمام هذه الهجمة الامبريالية البرغماتية على حسب تعبيرهم وهو ما جعلهم في مواجهة السلطات الأمنية التي تحمي أشغال شركة الاتصالات ,وبتنسيق مع سكان الحي حضرت النائبة البرلمانية فاطمة بلحسن التي عملت على تخفيف التوتر بفتح حوار مباشر مع ساكنة الحي محاولة التأكيد على المسار القانوني للملف وان نصب الدافعة لا يعني انتهاء الملف بل إنها ستعمل على رفع الملف لجميع الجهات المختصة ابتدءا بالسلطات المحلية إلى الجهات الوطنية التنفيذية منها والتشريعية ، وفي حوارها مع ممثلي السلطة الذين تواجدوا بعين المكان أكدت النائبة البرلمانية على الطابع السلمي للاحتجاجات ،وأنها ستعمل على المساعدة لحل هذا الملف بجميع الوسائل القانونية الممكنة .لكن تبقى أسئلة محورية بدون حل .لماذا لم تجري وزارة الصحة دراسات تنفي اوتؤكد وجود مخاطر صحية لتلك الدافعات ؟ما مصير احتجاجات السكان ؟ وهل من الممكن إزالة الدافعات من الأحياء الشعبية على الأقل إذا تبين لأصحاب القرار انه فعلا توجد مخاطرة جمة لهذه الدافعات ؟

[عدنان المعز