حوار مع مدير الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة تازة الحسيمة تاونات

حوار مع مدير الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة تازة الحسيمة تاونات
حاوره محمد أوصابر

بداية نشكر السيد محمد الحامي مدير أكاديمية التربية و التكوين بالحسيمة على استضافة جريدتنا بمكتبه.
أول سؤال:كيف ترون الدخول المدرسي لهذه السنة التي سيطبق فيها البرنامج الاستعجالي،وبالتالي كيف ستتم أجرأته على أرض الواقع خصوصا ظاهرة التغيبات و الرخص التي أثارت بلبلة كبيرة في الأوساط المغربية؟
ــأولا أشكر جريدة الانطلاقة على استضافة الأكاديمية في هذا اللقاء،وأشكرك السيد أوصابر على فتح الجريدة على الأكاديمية في إطار العمليات التواصلية التي ينبغي أن تكون ،خاصة في هذه المرحلة الحاسمة و هي الدخول المدرسي.
جوابا على سؤالكم فالأكاديمية تنظر لهذه السنة الدراسية بحكم الاستعدادات التي تم التحضير لها و الوقت الذي تطلبته هذه العملية خاصة وأننا لم نستفد من العطلة تماما خلال هذه السنة وهذا كله استعداد، برضا طبعا من الجميع، للبرنامج الاستعجالي الذي ذكرته و برنامج الدخول المدرسي و المبادرة الملكية لتوزيع مليون محفظة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و هذا كله من أجل أن يكون الدخول التربوي المدرسي لهذه السنة متميزا بهذه العبارة، وهذا ما سنراه بعيد الدخول المدرسي من نتائج.
فيما يتعلق ببرنامج الدخول الحالي هناك خمسة نقط أساسية إضافة إلى مبادرة توزيع مليون محفظة، فأول نقطة هي محاربة الهدر بحيث تم وضع برنامج سيطبق طيلة السنة للحد منه، ثم هناك نقطة ثانية وهي التقليص من التغيبات التي يجب ألا تثير ضجة، لأن أي شخص ينتمي للتربية أو شريك تربوي لا يمكن إلا أن يستبشر خيرا بها، وهذه العملية لا تهم كل الأساتذة أو جميع المؤسسات بطبيعة الحال، ماعدا الذين يتمادون في التغيب رغم أن أطراف نقابية و تربوية تنبههم بعدم التمادي حسب معرفتي الشخصية، هذه هي الفئة المعنية، ويجب أن يكون التطبيق للردع من طرف المسؤولين بمنطق سليم لبلوغ الأهداف المرسومة، نحن لن نحمل العصي لضرب المتغيبين، فقط هناك بعض من الحزم وبأساليب معقلنة بدون خلق تشنجات مع الأساتذة و المديرين، وهذه البلبلة هي نتيجة فقط ،لأن رد فعل المغاربة يكون سريعا أكثر من اللازم أحيانا ويجب ألا تستغل هذه العملية بطريقة أكثر من اللازم( فحتى الكسكسو ولا الحريرةإلا كليتيهم بزاف غادي يضروك)، فنحن كمسؤولين عندما نتلقى التعليمات نضعها في إطارها القانوني ونحترم القانون مع الأساتذة، وأنا أستغرب أن يكون الشخص لا مباليا(ماكايراعيش) .ثم نقطة أخرى ألا و هي الاكتظاظ التي لا أعتبره ظاهرة خطيرة في الجهة إلا في بعض المؤسسات الإعدادية أو التأهيلية بالوسط الحضري، والأكاديمية عملت على بناء حوالي21 مؤسسة إعدادية في بعض المناطق السوداء ما بين السنة الماضية و الحالية و في أماكن يمكنها فك هذا الاكتظاظ، أما النقطة الرابعة فهي تكوين السادة المديرين في هذه النقط التي ذكرتها بالإضافة إلى التكرار، وقد استفاد كل المديرين من هذا التكوين ما بين شهري ماي و يوليوز بالجهة التي كانت تجريبية ثم تعممت الفكرة على كل الجهات وقد توفقنا في هذه التجربة، ثم هناك نقطة أخيرة وأساسية هي البرنامج الاستعجالي لتأهيل المؤسسات الابتدائية بالوسط القروي بجهتنا، إلى جانب البرنامج العادي للأكاديمية، خصص له أكثر من 15مليون درهم والأشغال متقدمة بحيث ستكون غالبية المؤسسات المعنية جاهزة أواخر شتنبر، وعدد الوحدات المستفيدة بتازة و الحسيمة 46 لكل نيابة و40 بتاونات، ومابين الصلب و المفكك نجد 443 حجرة بالجهة، إضافة إلى أن كل نيابة لها برنامجها الخاص، أضف إلى هذا برنامج تجديد أو إصلاح التجهيزات المتلاشية ببعض المؤسسات التعليمية المتضررة كثيرا.هذا فيما يتعلق بالدخول المدرسي للموسم الحالي 2008-2009.
السؤال الثاني:كيف ستتعاملون مع الخصاص المهول لهيئة التدريس في بعض المناطق القروية،وفي المقابل الفائض في المناطق الحضرية خصوصا و المراكز المجاورة لها كأجدير،سيدي بوعفيف...بالحسيمة مثلا، وهل هناك من أفكار جديدة لمحاربة هذه الظاهرة غير سياسة الضم هنا و هناك و ما يخلفه حالات اجتماعية صعبة؟
بالنسبة لمدينة الحسيمة تعتبر معبرا للعاملين بقطاع التعليم خصوصا و للعاملين بالوظيفة العمومية بصفة عامة، و لكن عندما ستنتهي الأوراش الكبرى التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة ربما سيتغير الوضع و سيستقر الموظفون بها،ولكن حاليا نظرا لصعوبة التضاريس و المسالك الجبلية فهذا يؤدي إلى الحالة هاته،بحيث نجد الموظف بمجرد ما يلتحق بالحسيمة حتى يفكر في الانتقال إلى جهة أخرى أقرب خصوصا طنجة،فاس ومكناس ثم باقي المناطق الأخرى،إذن فهذه وضعية مزمنة بهذه الجهة في انتظار انتهاء المشاريع التنموية الكبرى لتعطي نتائجها لكي يستقر الموظف، لأن الجهة ستصبح متميزة ،ولكن الفائض الموجود كان مهولا فيما قبل أما حاليا فلا وجود له بتاونات نهائيا أما نيابة الحسيمة في استراتيجية مع الشركاء الاجتماعيين الذين أشكرهم بالمناسبة على هذه الخطة لتوقيف هذا النزيف من الوسط القروي إلى الوسط الحضري منذ سنتين أو ثلاث بحيث لا ينتقل إلى الوسط الحضري إلا في حالة الخصاص الفعلي أما أن تضم المدينة كالحسيمة مثلا ما بين 8 إلى 11 فائضا فهو من مخلفات و رواسب السنوات السابقة و لكن ذلك لا يشكل ظاهرة خطيرة ،ولهذا فالمطلوب من الإدارة بتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين هو الوقوف سدا منيعا أمام استنزاف الأماكن الشاغرة بالوسط الحضري ووضع استراتيجية توقيف النزيف تجاه الوسط الحضري بكل نيابة ولو أن هذا التنسيق أحيانا يكون صعبا رغم أننا نجد استعدادا لبعضهم في التعاون لعدم إخلاء البوادي،والأكاديمية تعمل على تكريس هذه الاستراتيجية .أما بتازة فهناك مشكل كبير يشكل ظاهرة تقريبا بكل صراحة ولهذا فالمجهودات قائمة. عموما فالجهة لا تعرف ظاهرة الفائض بشكل مخيف.
السؤال الثالث:في إطار مبادرة توزيع مليون محفظة،ما هي حصة الجهة،وما هي الأرقام التي تخص كل سلك تعليمي وحسب الوسطين القروي و الحضري،وما هي المناطق المستفيدة وما هي المعايير المعتمدة لذلك؟
بالنسبة لجهة تازة الحسيمة تاونات فحصتها هي 33423محفظة، والمناطق التي ستستفيد هي تلك المستهدفة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كما سيجري بكل ربوع المملكة وهذا هو المعيار الوحيد المعتمد، وبجهتنا هناك خصوصية بحيث ستستفيد نيابتي تازة و الحسيمة فقط أما تاونات فغير معنية لأن برنامج تنمية الجماعات القروية الفقيرة الذي تدخل ضمنه مبادرة مليون محفظة وهو من مكونات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لا يوجد بها وبالتالي لن تستفيد،لكن النيابة مع الجماعات المحلية والسيد العامل بالمدينة ستقوم بتوزيع محافظ خاصة بالسنة الأولى ابتدائي لتشجيع التمدرس و الرقم هو 14000محفظة،وهذه المبادرة الوطنية لا تشمل جميع الجماعات و رغم ذلك فالميزانية التي خصصت لها تقدر ب 204 مليون درهما ،تصور معي أن العملية تشمل خمس أو سدس المؤسسات فقط، إذن فهذه إشارة من صاحب الجلالة للاعتماد على الشركاء التربويين من أجل المدرسة ودعم التمدرس في عمليات مواكبة و موازية.والأرقام بنيابة الحسيمة هي9823 محفظة،تازة 23600،والمجموع هو 33400 .وتهم المبادرة على المستوى الجهوي 94مؤسسة تعليمية ب 16جماعة قروية و8أحياء.
يستفيد الوسط القروي ب57٪ و43٪نسبة خاصة بالوسط الحضري، كما أن عدد التلاميذ المستفيدين بالسلك الابتدائي هو 26172تلميذ، في حين تشمل العملية 3786تلميذ من السنة الأولى إعدادي، هذا فيما يخص المبادرة الملكية لتوزيع مليون محفظة على مستوى جهة تازة الحسيمة تاونات.
وتلبية لرغبتكم سأوافيكم بالإحصائيات الخاصة بإقليم الحسيمة،حيث ستستفيد 27مؤسسة تعليمية منتمية ل5جماعات قروية و4أحياء،وتمنح المحافظ ل9250تلميذ بالتعليم الابتدائي و 573تلميذ بالأولى إعدادي.
السؤال الرابع:متى سيتم الإعلان عن تنظيم الحركة المحلية التي تتأخر كل سنة رغم انطلاق الوسم الدراسي،ثم ألا يؤثر هذا التأخير عن الانطلاقة العادية للدراسة؟

أولا أشير إلى أنه منذ سنتين تتم الحركة الجهوية في شهر يوليوز مما يسهل على النيابات أن تنظم حركتها المحلية خلال أوائل شتنبر و هذا ما لم يكن في الماضي حيث كانت نتائج الحركة الجهوية تظهر مع بداية الموسم الدراسي، مما يجعل النيابات تنظم حركتها المحلية مضطرة أواخر شتنبر إلى أوائل أكتوبر،أما حاليا فنحن في الترتيبات الأخيرة لما يسمى بالحركة المحلية أو إعادة الانتشار في تنسيق مع الشركاء الاجتماعيين،وبالتالي فليس هناك من تأخر إلا إذا كان هناك مشكل مع الأطراف المشاركة فيها ،والأكاديمية هي التي تتحمل العبء الكبير لأنها مطالبة بالإعلان عن نتائج الحركة الجهوية و خروج السادة الأساتذة في عطلة، إذن فهي بين المطرقة والسندان،أما النيابات فتتوفر على النتائج منذ أواخر يوليوز وبالتالي لهم الوقت الكافي لإعداد الملفات لعملية إعادة الانتشار قبل تعيين الخريجين الجدد.
السؤال الأخير:يصادف لقاءنا بكم التحضير لعملية توزيع الخريجين الجدد على النيابات الثلاث، نريد منكم نظرة حول الموضوع:
هذه العملية ستعتمد فيها المعايير المتفق عليها و حسب الحاجيات طبعا، وتهم 177 خريج على مستوى التعليم الابتدائي و142 خريج على مستوى الإعدادي و27 خريج على مستوى الـتأهيلي، وفي جميع الأحوال يوم غد سنكون قد أعلنا بحول الله على النتائج، وإقليم الحسيمة دائما يحظى بحصة الأسد.فلكي تكون هناك وضعية مريحة يجب التوفر على العدد الكافي من الأساتذة و بفائض قليل لا يشكل ظاهرة يستعمل في الحالات المرضية مثلا،ولهذا فهذه الوضعية غير متوفرة وبالتالي نحتاج إلى ترشيد جيد للموارد البشرية ،لأننا منذ 7سنوات نعاني من عدم ملاءمة الموارد البشرية للخصاص،أما الوضعية المثلى فلا يمكن تحقيقها وتعني الاستفادة من الفائض جهويا لأن ذلك يعطي حالات اجتماعية صعبة فلا يعقل أن أستاذة انتقلت خلال الحركة الجهوية إلى نيابة تازة و لأنها فائضة و آخر من التحق سيتم ترشيدها إلى نيابة الحسيمة مثلا،وهذا ما يجعل الوضعية المثلى مستحيلة.
نشكركم أستاذ على هذه الاستضافة،وعلى سعة صدركم.
أنا بدوري اشكركم على انفتاحكم من اجل التواصل مع الأكاديمية التي تقوم بمجهودات متواضعة.
أجري الحوار يوم الاثنين8شتنبر2008