طنجة: إعدادية ابن الهيثم ومشاكل قاعة الأساتذة والاكتضاض

Admin المساهمات : 30 تاريخ التسجيل : 10/08/2008

يعاني أساتذة إعدادية ابن الهيثم بطنجة منذ أزيد من 10 سنوات من غياب قاعة الأساتذة ، وهذا يشكل وضعا شاذا عكس ما هو متوفر في غالبية المؤسسات التعليمية .
وكلنا نعلم مدى أهمية مثل هذه القاعة في خلق جو التنسيق بين أساتذة نفس المادة والعمل المشترك بين أساتذة المواد المختلفة، وانعدامها يؤثر سلبا على العملية التعليمية ككل.
إضافة لهذا المشكل ، فالإعدادية عانت ولا زالت تعاني من مشكل الاكتضاض داخل أقسامها حيث تحتل المرتبة الأولى هذه السنة على صعيد نيابة طنجة أصيلة بمعدل يفوق 50 تلميذا في القسم وقد وصل السنة الماضية إلى 60 تلميذا بأقسام السنة الأولى إعدادي.
والسبب الرئيسي وراء هذا الوضع هو النقص في الحجرات الدراسية بعد إقبار مشروع إضافة 9 حجرات بالإعدادية والتي كان مبرمجا أن تكون جاهزة للعمل في الموسم الدراسي 2006 – 2007 وذلك للتصدي للزيادة السكانية في محيط الإعدادية والذي أصبح مكتظا بعدة مركبات سكنية في إطار 200 ألف سكن.
وللتخفيف من حدة مشاكل الاكتضاض والبنية التربوية المقلصة والنقص في الحجرات الدراسية اللازمة والتي تؤدي إلى تفييض مجموعة من الأساتذة وحرمان تلامذة عدة أقسام من الاستفادة من كل المواد الدراسية ، نشير إلى إمكانية الاستفادة من جزء من الجناح الإداري للإعدادية والمخصص للمكتبة المدرسية إضافة إلى مكاتب إدارية أخرى تم استحداثها داخل قاعة الأنشطة الموجودة بنفس الجناح عندما كان وما يزال رهن الاحتلال من طرف نيابة الفحص أنجرة التي أقامت مقرها على أرض الإعدادية .
وجدير بالذكر أن هذا الحل كان قد اقترح من طرف مصلحة التخطيط بالنيابة و استحسنته جل النقابات بالمدينة خلال لقاء في إطار الإعداد للدخول المدرسي كان في نهاية السنة الدراسية الماضية.
ولكن هذا الحل لم ير النور بعد وذلك لتمسك نيابة الفحص أنجره بالجناح الإداري المذكور وأصل الحكاية أن هذه النيابة عندما تم إحداثها أول مرة قامت باستغلال بناية إدارة الإعدادية كمقر لها في انتظار أن تبني مقرها الخاص ولكنها قامت باقتطاع مساحة مهمة من أراضي الإعدادية الخضراء لإقامة مقر فخم لها يشتمل على عدد جد معتبر من المكاتب الإدارية وقاعة الاجتماعات وغيرها من المرافق وقامت بعد ذلك بتسييج هذا المقر بحائط أضاف لهذا المقر فضاءات ومساحات خضراء والأهم كذلك أنه اقتطع السكن الإداري التابع للمؤسسة وضمه للنيابة .
وبعد استغلال النيابة للجناح الإداري للإعدادية كمقر لها لمدة عدة سنوات ،إلا أنها عند انتقالها للمقر الجديد لم تقم بتسليم الإدارة إلى الإعدادية كاملة بل اقتطعت منها ما يقارب النصف بحجة حاجتها إليه وقامت بإغلاق الممر المؤدي لباقي مرافق هذه الإدارة وفتحت له باب جديدا مستقلا، والمصيبة أنها لا تستغله طيلة هذه المدة إلا من محاولة يتيمة لم تدم إلا قليلا وذلك عند تخصيصها كمركز للاستشارة والتوجيه ثم ما لبثت أن عاد فارغا كما كان .
وقد قام أساتذة المؤسسة بعدة وقفات احتجاجية طيلة السنة الدراسية الماضية ، لكن دون جدوى ، وقامت إحدى النقابات بالتدخل لحل المشكل وبعد ذلك قامت بمراسلة السيد مدير الأكاديمية في الموضوع وطلبت منه التدخل من أجل الحيلولة دون استمرار استغلال نيابة الفحص انجرة لهذا الجناح الإداري وكذا مجموعة من مرافق مؤسسات تعليمية أخرى تابعة لنيابة طنجة أصيلة وذلك استجابة للمطالب الملحة للشغيلة التعليمية بضرورة استعادتها قصد الاستفادة منها كقاعات للأساتذة أو قاعات متعددة الاختصاصات أو مكاتب إدارية أو غيرها ، وقد كان جواب السيد مدير الأكاديمية حسب بلاغ إخباري للنقابة خاص بالعاملين بالإعدادية أنه قام بمراسلة السيد النائب بالفحص أنجرة في موضوع تسليم هذا الجناح الذي اقتطعه من المؤسسة من أجل استغلاله كمرافق تابعة للإعدادية.
لكن ورغم مرور 5 أشهر ومع ذلك لا جديد حتى الآن ، وهذه الإعدادية على ما يبدو محكوم عليها بالميدالية الذهبية في الاكتضاض والأساتذة العاملون بها مجبرون على تحمل غياب القاعة الخاصة بهم 10 سنوات أخرى.
ومع كل هذا فالسادة الأساتذة العاملون بالمؤسسة لا يألون جهدا في القيام بواجبهم الوطني تجاه تلاميذ المؤسسة، ويجتهد الغالبية منهم زيادة على ذلك في القيام بأنشطة موازية على شكل خرجات ورحلات دراسية وأيام ثقافية منتظمة ومنافسات رياضية وإقامة معارض تاريخية وثراتية وإنشاء نوادي تربوية والمساهمة في زيارات الشركاء و إحياء حفلات في المناسبات الدينية والوطنية ، وتربطهم علاقة طيبة مع جمعية الآباء وأولياء التلاميذ والتي تمول غالبية أنشطتهم.
وهذه الجهود لا تضيع ولا تذهب سدى، بل يفرحون بها أشد الفرح وذلك لأن مؤسستهم دائما تحتل المراتب الثلاث الأولى داخل المقاطعة التي تنتمي إليها على مستوى النتائج في الامتحان الجهوي الموحد.